الرئيس العام والأمين المالي لاتحاد مدرسي اللغة العربية بإندونيسيا يشاركان في مؤتر المجمع
يعد الذكاء الاصطناعي مجالا تقنيا يسمح للآلات وأجهزة الكمبيوتر بتقليد القدرة على التفكير والتعلم مثل البشر. يستخدم الذكاء الاصطناعي الخوارزميات والبيانات لمعالجة المعلومات والتعرف على الأنماط واتخاذ القرارات أو التنبؤات. تستخدم هذه التكنولوجيا على نطاق واسع في مختلف القطاعات، مثل الرعاية الصحية والصناعة والتعليم والنقل، لتحسين الكفاءة والأتمتة. تستمر الذكاء الاصطناعي في التطور، مع إمكانات كبيرة لتغيير الطريقة التي نعيش ونعمل بها في المستقبل.
كما الذكاء الاصطناعي لديه إمكانات كبيرة لاستخدامها في تدريس اللغة العربية بطريقة أكثر تفاعلية وفعالية. يمكن لهذه التقنية تخصيص التعلم بناء على الاحتياجات الفردية، وتوفير تمارين القواعد والمفردات والنطق المصممة خصيصا لمستوى قدرة الطالب. الذكاء الاصطناعي قادر أيضا على تقديم ملاحظات فورية من خلال تحليل محادثات الطلاب أو كتاباتهم ، مما يساعد على تصحيح الأخطاء في الوقت الفعلي.
في ضوء هذا التطور التكنولوجي الهائل، يقيم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية مؤتمرًا سنويًّا ثالثا في ذلك الموضوع يخدم اللغة العربية، وذلك لدعم حضور اللغة العربية عالميًّا؛ فهي تحتلُّ مكانةً بارزةً في خريطة اللغات العالمية على مستوى امتدادها الجغرافي، وعدد الناطقين بها لغةً أولى أو ثانيةً، وتأثيرها (الديني، والاقتصادي، والدبلوماسي)، ومنذ الثامن عشر من شهر ديسمبر للعام 1973م أصبحت واحدةً من اللغات الست في الأمم المتحدة. ومن هنا يأتي (المؤتمر السنوي الثالث لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية: حوسبة اللغة العربية، وإثراء البيانات اللغوية) خطوةً تنسيقيةً تكامليةً، وذلك في 6-7 من أكتوبر 2024م، في فندق كراون بلازا، المدينة الرقمية بالرياض، المملكة العربية السعودية.
يسعى المجمع من خلالها إلى جمع الجهات (الدولية، والإقليمية، والمحلية) تحت سقف واحد؛ لمناقشة أفضل الممارسات في مجال الحوسبة اللغوية عامّةً، والمعالجة الآلية للغة العربية، وإثراء البيانات اللغوية خاصّةً، وللإشادة بالجهود والإنجازات التي تمت على هذا الصعيد، ولمناقشة الإشكالات والعوائق، وسبل التطوير؛ للخروج من ذلك ببرامج عملية، ولاستعراض حاجات المؤسسات الحالية فيما يخص اللغة العربية، وتطلُّعاتها المستقبلية، ولدعم العمل اللغوي – باللغة العربية خاصّةً – ويأتي هذا العمل امتدادًا لحضور المملكة العربية السعودية الدولي في الأعمال العلمية التخصصية، ودعم آليات العمل فيها، والاستجابة لحاجاتها وتطلُّعاتها، وتتويجًا لمنجزاتها النوعية.
وفي هذا الصدد، شارك اتحاد مدرسي اللغة العربية في إندونيسيا في هذه الفعالية المهمة. يمثل الاتحاد في حضور المؤتمر الرئيس العام فضيلة الأستاذ الدكتور أوريل بحر الدين، وهو أستاذ اللغة العربية في جامعة مولانا مالك إبراهيم مالانق إندونيسيا، وكذلك الأمين المالي فضيلة الأستاذ الدكتور فيص مبارك، أستاذ اللغة العربية في جامعة أنتاساري بانجار ماسين إندونيسيا.
قال الأستاذ الدكتور أوريل بحر الدين أنه بإمكان استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي Chat -GPT لتصميم تعليم اللغة العربية للناطقين بغير العربية، حيث يمكن الاستفادة من برنامج Chat -GPT في خمسة مجالات، وهي : العثور على المعلومات التعليمية الجديدة، وتخطيط تعليم اللغة العربية، وتصميم المواد التعليمية الجذابة المناسبة، وكتابة المقالات البحوث العربية، وتصميم اختبارات اللغة العربية. أكد الرئيس على أن التطور التكنولوجي في العصر الرقمي يساهم في تسهيل عملية تعليم اللغة العربية للناطقين بغير العربية. وأما الورقة التي أعدها الأستاذ الدكتور فيصل مبارك فهي بعنوان: أسهام تقنيات الذكاء الاصطناعي في حقل مهارة اللغة العربية لغير الناطقين.
شكر كل من الرئيس العام والأمين المالي للاتحاد لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية واللجنة المنظمة للمؤتمر، وخاصة معالي الأستاذ الدكتور عبد الله الوشمي، والأستاذ الدكتور محمود المحمود والدكتور عبد الله الفيفي على إتاحة الفرصة للمشاركة في ذلك المؤتمر العريق، ويتمنيان المزيد من التوفيق والسداد للمجمع في خدمة لغة القرآن الكريم وأهلها في أنحاء العالم. والله الموفق.