تعليم اللّغة العربيّة للأطفال النّاطقين بغيرها
تعليم اللّغة العربيّة للأطفال النّاطقين بغيرها
الأستاذة: النّساء سبتا ديوي
طالبة سلسلة اللّسان بمركز منارات
ومدرّسة متعاونة بمعهد العلوم الإسلامية والعربية بميدان
تعدّ اللّغة العربية وسيلة للتّعبير المشاعر والاحتياجات للفرد والجماعة. واللّغة -أيضا-تساعد الأطفال على معرفة الأشياء من حولهم. ففي مرحلة الطّفولة يكتسب الأطفال كثير من المفردات والمعاني والتّعابي؛ فلذلك هناك كثير من الآباء والأمّهات يريدون تعليم أطفالهم بلغة أجنبية ليكونوا طليقي اللّسان في هذه اللّغة. وتعلّم الأطفال اللّغة الأجنبية يساعدهم على اكتساب مهارات التّركيز، وقوّة الذّاكرة، وسرعة صنع القرار، ويزيد الثّقة بالنّفس؛ ممّا يساعد على تنمية شخصيّة الطّفل.
إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في آسيا؛ حيث تمثل نسبة مجتمعه أكثر من ٨٨٪ وهم مسلمون. فإنّ اللّغة العربيّة لها مكانة رفيعة لدى الشّعب الأندنوسي المسلم.
من هذا المنطلق، يتعين على الأمّهات والآباء تشجيع أطفالهم وتعليمهم في اللّغة العربيّة. والأمر ذاته ينطبق على المؤسّسات التّعليميّة، والمدارس المحلّية الّتي ينبغي أن تولي اهتماما خاصا لتعليم اللّغة العربيّة.
مهم جدا للمؤسّسات التّعليميّة، والمدارس ومدرّسي اللّغة العربيّة للأطفال أن يراعوا ويهتمّوا اهتماما كبيرا بالفروقات بين تعليم الأطفال وتعليم الكبار.
وهنا بعض المعايير الّتي يجب مراعاتها عند تعليم الأطفال اللّغة العربيّة وهي:
- الأهداف: تختلف أهداف تعليم الصّغار غير النّاطقين بالعربيّة عن أهداف تعليمها للكبار غير النّاطقين بها نظرا لاختلاف العمر، والظّروف النّفسيّة، والخبرة، والعقلية، وهو ما يؤدي إلى اختلاف في عدد السّاعات، والتّنظيم، والتّوزيع.
- المحتوى: فإنّ المحتوى المقدم للأطفال يجب أن يختلف عن المحتوى المقدم للكبار النّاطقين بغير العربيّة، فموضوعات الكبار تختلف عن موضوعات الصّغار؛ إذ يجب أن يلبي المحتوى حاجات الصّغار ورغباتهم، ويسعى لتشويقهم، كما يجب أن يخاطبهم بالخبرات والسّلوكات الّتي تنمي المهارات الكلّيّة لديهم، فغالباً ما يقوم المحتوى المقدم للصّغار على النّصح والإرشاد أكثر من مجرد عرض الحقائق كما هو الحال بمحتوى الكبار.
- طرق التّدريس: التّعامل مع الصّغار يختلف عن التّعامل مع الكبار، فتعليم الصّغار يعتمد على التّكرار واللّعب والتقليد والمحاكاة، والقوالب، وكثرة الإعادة والأنشطة المتنوّعة الّتي تراعي الذّكاءات المتعددة.
- التّقويم: كما أن تقييم الكبار غالبا ما يعتمد على الاختبارات، أمّا في تقييم الصّغار فلا نفعل ذلك، وإنّما نقيمهم عن طريق اللّعب والنّشاط، أو أداء دور في مسرحيّة، فليس بالضّرورة أن يكون التّقييم بصورة اختبارات حقيقيّة.
في هذه الأمور والمعايير الأربعة عليك التّفريق والانتباه بين تعليم العربية للصّغار، وتعليمها للكبار الناطقين بغير العربية أيّها المعلم وأيتّها المعلّمة.