القتل الرّحيم
القتل الرّحيم
بقلم: محمّد صافي أنوار
طالب سلسلة اللّسان في مركز منارات
القتل الرّحيم موضوع غريب لا يعرفه كلَ إنسان. لكنّه منتشر في البحوث والمجلات. قد سمحت به بعض بلدان منذ عشر سنوات. إنَ القتل الرّحيم معروف ب Euthanasia وهو العمل الَذي يستهدف إلى تخيف تعب أمراض النّاس بدون ألم. وفي مصادر أخرى يُسمّى بالقتل الرّحيم قتل النّاس أو الحيوانات قتلا غير مؤلَم.
لقد ظهر القتل الرّحيم أوَلا في إيطاليا منذ أن فتحت الحكومة الدّستورية الإيطالية الباب له، وذلك في عام ٢٠١٩ م. وهناك إحدى الولايات الفدرالية في أستراليا الَتي أجازت قانون القتل الرّحيم مؤخّرا.
وبعد ما قرّره القانون في ثَمانية عشر شهرا تقريباً أجاز للبالغين المرضى إنهاء حياتهم. وكولومبيا من بلدان أمريكا اللَاتينية أجازت القتل الرّحيم. ومن سبب إجازة القتل الرّحيم هو إعانة المرضى المصابين بأمراض مزمنة ميؤس من شفائهم أو لا دواء لهم. على الموت تخفيفا لمعاناتهم.
ولكن، ما رأي الإسلام؟ أليس الله تعالى قد قال في سورة الأنعام الآية ١٥١ “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِيْ حَرَّمَ اللّٰهُ اِلَّا بِالْحَقِّۗ” بناء على هذه الآية فإنّ الإسلام يحفظ كلّ البشر. لذلك قد منع علماء بجامعة الأزهر القتل الرّحيم كما جرى في إيطاليا، وأمريكا، والبلدان الأخرى. كما أكّد هذه الفكرة قول مفتي الدّيار المصرية الشّيخ الدّكتور علي جمعة أنّه يمنع أن ينزع الأنابيب الَتي تمد المريض بالطّعام إلّا بعد إعلان وفاته تأكيداً. ومن جانب ذلك، أكّد أستاذ في مجال الشّريعة الإسلامية بجامعة الأزهر وهو الدّكتور محمّد رفعت عثمان أنّ الإسلام لا يعرف القتل الرّحيم ويعتبره قتلاً. ويضيف أنّ الشّريعة الإسلامية تأمر بجهد كبير لعلاج المريض. كما قال المقال “لكلّ داء دواء”.
قام علماء في إندونيسيا ببحث المسألة لمعرفة حكم القتل الرّحيم أيضاً. كما قدَمه رئيس هيئة فتوى مجلس العلماء إندونيسيا وهو كياهي الحاج معروف أمين بقوله: أخرج المجلس فتوى عن تحريم القتل الرّحيم لأنّه يدلّ على القتل. وفقاً لفتوى مجلس العلماء الإندونيسي أنّ القتل الرّحيم غير مسموح في أي حالة إيجابية أو سلبية. لأنّه من عمل جريمة. لكنّ هذا التّحريم لا ينطبق في حالة سلبية خاصّة للغاية. مثلاً اعتماد المرضى على أدوات دعم الحياة لكنّها هناك تحتاج المرضى إلى الأدوات أكثر وحضوره يحتاج إلى المجتمعات. صراحة لا توجد أسس منع القتل الرّحيم في القرآن والسّنة. قد عرفنا جميعاً أنّ الحياة والموت كلاهما في يد الله. والقتل الرّحيم بدون الأسباب المسموحة هو من علامة اليأس. واليائس هو الشّخص الّذي بعُد عن رحمة الله كما قال الله تعالى في سورة يوسف أية ٨٧ “ولا تايئسوا من رّوح الله إنّه لا يايئس من روح الله إلّا القوم الكافرون”.
والعياذ بالله من أعمال لا فائدة للنّاس فيها.…