وايانج كوليت
وايانج كوليت
بقلم: عمر الفاروق
معلّم اللّغة العربيّة في المؤسّسة الفخريّة للحبيب نوفل بن جندان بوغور
وطالب سلسلة اللّسان في أرليك إندونيسيا
هل عرفتم دمية جلديّة يا إخواني….
لنتعرّف بها ….
الدّمية الجلديّة مشهورة عند الإندونيسيين إنّهم يسمّون بها ويانج كوليت وهي من هامّة الحضارة في إندونيسيا الشّقيقة، وأبزرها من حضارات أخرى وأيضاً يحيط فنّ التّمثيل وفنّ الغناء وفن الأدب وغيرها من الفنون.
وأوّل سجّل تاريخ قبل ألف ومائة سنة ميلادي وقد تطوّرت من جيلٍ إلى جيل حتّى الآن. وتسميّتها بهذه الاسم، نسبةً إلى اللّغةِ الجاويّة بمعنى “ظِلّ” لأنّ الإنسان يشاهدون إلى ظلّها فقط.
ومن المشهور هذه دمية جلديّة يستخدم أولياء تسعة وسيلةً لنشر الإسلام ويدعوهم من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد وهذا يصلح لنا في الإسلام لقاعدةٍ “للوَسائل حكمُ المقاصد” وكذلك هذه الطّريقة من شريعة الله تعالى، كما قال الله تعالى “ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ” (سورة النحل آية ) يعني فيها حكمة وعبر.
ومن هذا الحديث نستطيع أن نأخد العبرة المهمّة بأنّ هؤلاء بُطولي الإِسلام الّذين ينشرون هذا الدّين في هذه البلدة المباركة لا يعترضون على هذه الثّقافة الكريمة كما يعترضون النّاس في زماننا هذا بل كانوا يجعلونها وسيلةّ وواسطةً وسبباً إِلى أَشرف منازلِ الكرامة.
ولِما لا يعترضونها؟ لِأَنَهم يتمسّكون على قوله تعالى ” قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَناَ” (الآية 108 من سورة يوسف) يعني يدعون النّاس بالبصِيرة ليس بالهوى ولا بالنّفس وكذلك ليس بالخصومة.
إنّ الإسلام دينٌ واسعٌ ورحمة ونحن نعيش في عصر العلم الّذي يعتزّ به الأمم وتتسابق إليه ولذا لن تضيقوه بفكرة قصيرة ولا تلتفتوا على من قال أنّها لا يسمح ولا يصلح لأنّ كُلّماَ اتسع علمُ الرّجل قَلّ إنكارُه كما في القاعدة ونسأل الله تعالى الهدى والهداية والتّوفيق حتى نفيق ونلحق الفويق آمين.